ما هي شريحة  A100 ؟

في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا مثل ألفابت ، ومايكروسفت ، وميتا ، على طرح برامجها المدعومة بالشكل الجديد للذكاء الاصطناعي، الذي سيعيد تشكيل كيفية استخدام البشر للإنترنت ، برز إلى الواجهة الدور المحوري الذي تلعبه شريحة  A100 ، والتي باتت تعتبر من أكثر الأدوات أهمية في دعم تطور الذكاء الاصطناعي.

وبحسب الخبراء فإن شريحة  A100 ، التي تصممها شركة إنفيديا ، الأميركية ( Nvidia ( ، باتت العمود الفقري لمحترفي الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، وذلك رغم ثمنها الباهظ الذي يصل إلى 10 آلاف دولار للشريحة الواحدة، نظراً للدور الذي تلعبه في تفعيل نماذج التعلم الآلي، التي تعتمد عليها برامج مثل  ChatGPT .

إنفيديا

هي شركة تصميم معالجات وبطاقات رسوميات أميركية، وهي تفوض أطرافاً آخرين للقيام بمهمة تصنيع شرائحها، ويقع مقرها في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة .

حصة إنفيديا

ورغم وجود الكثير من الشركات المنافسة لها مثل إنتل ، و AMD ، تمكنت إنفيديا ، من الاستحواذ على حصة 95 بالمئة من سوق المعالجات الرسومية، لاستخدامات الذكاء الاصطناعي وفقاً لـ New Street Research ، وذلك بفضل تطور قدرات المنتجات التي تطرحها في هذا المجال، حيث أعلنت منذ أيام، أنها تريد أن تجعل من الذكاء الاصطناعي أسرع بنسبة تزيد عن مليون بالمئة، مقارنة بالسرعات المتوفرة حالياً.

تعمل كالدماغ

إن شريحة  A100 ، من إنفيديا ، هي معالج رسوميات يعمل كالدماغ، ويقوم بتفسير التعليمات ويخبر المكونات الأخرى بما يجب فعله، إذ لا يمكن لعمليات الذكاء الاصطناعي، أن تتم دون هذه الشريحة التي تمنح أي برنامج أو تطبيق طاقة معالجة أكبر للمهام الصعبة، وهذه الأنواع من المعالجات عادة ما كانت تستخدم في السابق أجهزة الألعاب، ولكن شريحة  A100 ، كان لها توجه أكبر وهو تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.

معالج يساعد  ChatGPT

ويشرح القارح أن معالج  A100 ، فائق القوة، قادر على تحليل عمليات عدة في ثوان، وهذا ما يساعد برنامجاً مثل  ChatGPT ، على تقديم أجوبة سريعة للمستخدمين، لافتاً إلى أنه من الناحية التقنية لا أحد قادر على منافسته سوى معالج جديد من إنفيديا، فـ  A100 ، ضخم في كل شيء انطلاقاً من الذاكرة الرسومية والذاكرة المساعدة، مروراً بعدد أنوية المعالجة وقوتها، وصولاً إلى سعة تبادل البيانات.

إنفيديا تنافس نفسها

ولفت القارح الى أن إنفيديا ، بدأت في 2022، بطرح معالج  H100 الأشرس والأغلى ثمناً من معالج  A100 ، محققة مبيعات قوية منه، ومن هنا تأتي فكرة أن  Nvidia ، باتت تنافس نفسها في سوق المعالجات الرسومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وذلك رغم وجود منافسين مثل  AMD وإنتل وغيرها من الشركات.

مستقبل أقوى

وبحسب القارح فإن النسخة الأولى من معالج  A100 ، تم إطلاقها منه في منتصف عام 2020، وهي خضعت حتى الآن لعدة تحديثات زادت قوتها، ومن المتوقع أن تصبح أكثر قوة مع مرور الزمن، حيث يحتوي  A100 ، على أجزاء معطلة تحتاج للمزيد من عمليات التطوير، مما يعني أنه يملك المزيد من القوة الحوسبية التي ستظهر مستقبلاً في نسخ محدثة.

لماذا هذا الثمن الباهظ؟

ويقول الطارح إن شريحة  A100 ، ليست مخصصة لجميع الأعمال، بل هي موجهة الى فئة محددة من الشركات، التي تضخ استثمارات بمليارات الدولارات في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن السبب في بلوغ ثمن هذه الشريحة 10 آلاف دولار، يعود إلى نجاح إنفيديا بدمج تقنيات حوسبة فائقة في قطعة معدنية صغيرة، تحتوي على 54 مليار ترانزيستور، حيث إن ما تقدمه شريحة  A100 ، لعالم الأعمال والتقنيات الموجودة فيها تتناسب تماماً مع سعرها.

ممنوع وصولها للصين

ووفقاً للقارح فإن ما يدل على القوة الهائلة التي تتمتع بها شريحة  A100 ، هو أن السلطات الأميركية قامت بتحديدها بالاسم ومنعت شركة  Nvidia ، من تصديرها للصين، كون هذه الخطوة تسهم في شل قدرة الشركات الصينية، على القيام بأعمال حوسبة متقدمة، كما أنها تحد من خطر استخدام الشريحة في منتجات الصناعات العسكرية، مثل البحث في صور الأقمار الاصطناعية عن أسلحة أو قواعد، وتصفية الاتصالات الرقمية لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية.

تغلغل إنفيديا

ويكشف القارح أن وحتى قبل إطلاقها لمعالج A100 ، تسيطر على سوق المعالجات الرسومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فكان لديها معالج  V100 ومعالج  Titan RTX ، إلا أن المعالج الجديد جمع قوة المعالجين السابقين، وعزز من تغلغل إنفيديا في سوق معالجات الذكاء الاصطناعي، والأجهزة التي ترتبط بها مثل الأجهزة المحمولة الذكية، والسيارات ذاتية القيادة والآلات ذاتية الحركة، وأجهزة المراقبة والتصوير.

مبيعات قوية

ويرى أن النتيجة التي حققتها إنفيديا مؤخراً بالنسبة لمبيعات شرائح الذكاء الاصطناعي، تعود لامتلاكها منتجاً ناجحاً للذكاء هو  A100 ، فتهافت الشركات على ضخ مليارات الدولارات في تطوير منتجاتها، التي تتبنى فكرة الشكل الجديد للذكاء الاصطناعي، انعكس مبيعات قوية في المعالجات التي تدعم هذا التوجه.

إنفيديا هي المستفيد الأكبر

وكشف أن الشركات الكبيرة، غالباً ما تحتاج لعدد كبير من المعالجات الرسومية لتطوير سرعة منتجاتها، وجعلها قادرة على التعامل مع فترات الذروة، فمثلاً شركة غوغل تحتاج للآلاف من معالجات A100 كي تجعل منتجها الجديد الذي يدعم عمليات البحث عبر الذكاء الاصطناعي، قادراً على استيعاب الطلبات الكبيرة من المستخدمين، ما يعني عملياً أن شركة واحدة مثل غوغل، ستنفق مليارات الدولارات على هذا النوع من المعالجات، حيث ستكون إنفيديا هي المستفيد الأكبر في السوق.




شارك هذا الاعلان:

مشاركات ذات صلة:
قمر صناعي أوروبي يصطدم بالأرض بعد 18 عامًا فى الفضاء

عاد القمر الصناعي الأوروبي المتعطل إلى الغلاف الجوي للأرض فوق شمال المحيط الهادئ بين ألاسكا وهاواي

عاجل.. زلزال يضرب البحر الأبيض المتوسط بالقرب من تركيا

أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، اليوم الإثنين، أن زلزالا بقوة 3.5 درجة على مقياس ريختر، وقع في البحر الأبيض المتوسط، فجر اليوم.